كتب / جلال دويدار /رئيس جمعية الكتاب السياحيين المصريين
مصر بتاريخها الطويل وتراثها المتعدد الحضارات تتميز بامتلاك الامكانات والثروات التي لا تتوافر لأي دولة أخري في العالم. ولاجدال أن موقعها الجغرافي الفريد قد جعل منها ملتقي لكل هذه المقومات التي يمكن النظر إليها باعتبارها ثروة إنسانية تجتذب روعتها أنظار كل العالم.
انه حقا شيء يكسف أن معظمنا لا يعرف عن هذه الثروة الهائلة التي نملكها سوي القليل والذي ينحصر في بعض الآثار الفرعونية القديمة إلي جانب ما تشاهده العين وتقرأ عنه من آثار اسلامية وقبطية خاصة في قاهرة المعز لدين الله. ولابد هنا أن نعترف بالاهمال الشديد الذي عانت منه الكثير من هذه الآثار .
***
أن مدينة رشيد القريبة من الاسكندرية والتي تقع علي احد فرعي النيل وعلي البحر المتوسط واحدة من المناطق الثرية بالاثار الاسلامية والمعالم الوطنية المصرية التي تعاني من هذا الاهمال.
حول الوضع المتردي الذي أصبحت عليه هذه المدينة تلقيت من ابراهيم عناني عضو اتحاد المؤرخين العرب ومؤلف كتاب 'رشيد في التاريخ' الرسالة التالية:
تحية طيبة وبعد،،
تعتمد مصر في رواجها السياحي فيما تضمه من آثار بالاضافة إلي المقومات الأخري سواء كانت سياحة الصحراء أو السياحة الشاطئية.. إلي غير ذلك.
ومعني أن تكون للآثار أهمية بالنسبة للسياحة فإن الأمر يقتضي الحفاظ عليها.. إلا أنه حدث في السنوات الأخيرة أن تساقطت بالكامل بعض الآثار الاسلامية.
وعلي سبيل المثال فإن مدينة رشيد وهي ثاني مدينة بعد القاهرة تضم آثارا اسلامية قد سقط من آثارها الاسلامية ثلاثة منازل علي الطراز الاسلامي، بالاضافة إلي ما سبق من الاندثار الكامل لأكبر المساجد الأثرية بمدينة رشيد وهو مسجد زغلول الأثري الذي تزيد مساحته علي أربعة آلاف متر مربع قد تساقط بالكامل وأصبح المسجد عبارة عن بركة كبيرة بها ماء آسن.. كما أصبح مرتعا ومأوي للحشرات، في حين انه كان احدي التحف الاسلامية التي يفد إليها السياح وكان يضم 244 عمودا من الرخام ويسع آلاف المصلين.. انني أتساءل لماذا لا تتعاون وزارة الأوقاف مع وزارة الثقافة لانقاذ هذا الصرح الاسلامي التاريخي وإعادته إلي ما كان عليه سابقا.. وفي نفس الوقت تعرضت مساجد أخري للتصدع وهي مساجد أثرية علي الطراز الاسلامي.
اننا نسمع ونقرأ ونشاهد يوميا أحاديث لا تنقطع عن اكتشافات أثرية فرعونية، وعن عرض للآثار الفرعونية بالخارج.. ولكن يجب ألا يلهينا ذلك عن الحفاظ علي الآثار الاسلامية الموجودة حاليا خاصة أن السياحة في مدينة رشيد تقوم أساسا علي ما تملكه من آثار اسلامية باعتبارها متحفا مفتوحا للآثار لنجدة الآثار.
انني أهيب بكم تناول هذا الموضوع ومطالبة المسئولين عن الآثار بوضع حد لمسلسل تساقط الآثار بل الكنوز الأثرية خاصة شارع دهليز الملك الذي كان يقيم به الأمراء بمدينة رشيد.. هذا الشارع مرصع بالآثار الاسلامية التي تتساقط وبعضها قد تصدع . أن ما نسمعه عن حالة الآثار من المسئولين لا تشير اطلاقا إلي ما تتعرض له من انهيارات واندثار.. إلي متي سننتظر؟؟!!.. هل يجب أن يطول هذا الانتظار إلي أن تسقط جميع الآثار وتنتهي من مدينة رشيد الأثرية؟!
انني استحلفكم بالله بأن تضعوا هذا الموضوع في أولويات الاهتمام باعتبارها احد عناصر الجذب السياحي لمصر لعله يجد صدي لدي المسئولين.
ابراهيم عناني
عضو اتحاد المؤرخين العرب
ومؤلف كتاب 'رشيد في التاريخ'
***
كم أرجو أن تلقي هذه الاستغاثة آذانا صاغية من المسئولين.. كل المسئولين الذين في يدهم قرار التحرك لانقاذ مدينة رشيد.