تمهيدكثيراً ما يتردد اسم صندوق النقد الدولي في الأخبار، ولكن الغالب أن يساء
فهم دوره ووظائفه. ويستهدف هذا الكتيب إلقاء الضوء على كليهما.
ويمكن الحصول على مزيد من المعلومات عن صندوق النقد الدولي من موقع الصندوق على شبكة الإنترنت
( www.imf.org )، بما في ذلك النص الكامل للتقرير السنوي
( Annual report ) الذي يصدره الصندوق، ونشرة صندوق النقد الدولي نصف الشهرية
( IMF Survey ) وملحقها الذي يصدر بعنوان نشرة صندوق النقد الدولي، عدد سنوي خاص
( Supplement on the IMF ) و صحائف الوقائع
( Factsheets List ) ، والكتيبات وغير ذلك من المطبوعات
( IMF Publications ).وقد أعد هذا الكتيب موظفو إدارة العلاقات الخارجية بصندوق النقد الدولي.
مؤسسة عالمية
لمحة عن دور صندوق النقد الدوليصندوق النقد الدولي هو وكالة متخصصة من وكالات منظومة الأمم المتحدة، أنشئ بموجب معاهدة دولية في عام
1945للعمل على تعزيز سلامة الاقتصاد العالمي. ويقع مقر الصندوق في واشنطن
العاصمة، ويديره أعضاؤه الذين يشملون جميع بلدان العالم تقريباً بعددهم
البالغ
184 بلدا.
وصندوق النقد الدولي هو المؤسسة المركزية في النظام النقدي الدولي - أي
نظام المدفوعات الدولية وأسعار صرف العملات الذي يسمح بإجراء المعاملات
التجارية بين البلدان المختلفة.
ويستهدف الصندوق منع وقوع الأزمات في النظام عن طريق تشجيع البلدان
المختلفة على اعتماد سياسات اقتصادية سليمة، كما أنه - كما يتضح من اسمه -
صندوق يمكن أن يستفيد من موارده الأعضاء الذين يحتاجون إلى التمويل المؤقت
لمعالجة ما يتعرضون له من مشكلات في ميزان المدفوعات.
يعمل صندوق النقد الدولي على تحسين الأحوال السائدة عالمياً من خلال ما يلي: - التوسع المتوازن في التجارة العالمية،
- تحقيق استقرار أسعار الصرف،
- تجنب التخفيض التنافسي لقيم العملات،
- إجراء تصحيح منظم لاختلالات موازين المدفوعات
تتضمن
الأهداف القانونية لصندوق النقد الدولي تيسير التوسع
والنمو المتوازن في التجارة الدولية، وتحقيق استقرار أسعار الصرف، وتجنب
التخفيض التنافسي لقيم العملات، وإجراء تصحيح منظم لاختلالات موازين
المدفوعات التي تتعرض لها البلدان
ولتحقيق هذه الأهداف، يقوم الصندوق بما بلي:1-
مراقبة التطورات والسياسات الاقتصادية والمالية في
البلدان الأعضاء وعلى المستوى العالمي، وتقديم المشورة بشأن السياسات
لأعضائه استناداً إلى الخبرة التي اكتسبها طوال أكثر من خمسين عاماً.
ومن أمثلة ذلك ما يلي: ا - حث المجلس التنفيذي الحكومة اليابانية في إطار مراجعته السنوية لأداء
الاقتصاد الياباني لعام 2000 على تنشيط النمو بالحفاظ على انخفاض أسعار
الفائدة، وتشجيع إعادة الهيكلة في الشركات والبنوك، وتعزيز جهود التحرير
والمنافسة.
ب - أثنى الصندوق على السلطات المكسيكية لإدارتها الحصيفة للاقتصاد في عام
2000، وأيد التحرك تدريجياً نحو تنفيذ أسلوب تحديد أهداف التضخم، وأعرب عن
قلقه إزاء قصور الرسملة في الجهاز المصرفي.
ج - في عدد ربيع 2001 من تقرير آفاق الاقتصاد العالمي ( World Economic
Outlook )، أبرز الصندوق المخاطر التي ينطوي عليها حدوث مزيد من الضعف في
النمو العالمي والحاجة إلى انتهاج سياسة تقوم على المبادرة النشطة لدعم
الطلب وإدخال إصلاحات هيكلية تستهدف تحقيق النمو.
2-
إقراض البلدان الأعضاء التي تمر بمشكلات في موازين
مدفوعاتها، ليس فقط لإمدادها بالتمويل المؤقت وإنما أيضاً لدعم سياسات
التصحيح والإصلاح الرامية إلى حل مشكلاتها الأساسية.
ومن أمثلة ذلك ما يلي: ا - خلال الأزمة المالية الآسيوية في الفترة 1998-1997، سارع الصندوق
بمساعدة كوريا على تعزيز ما تملكه من احتياطيات، فتعهد بتقديم 21 بليون
دولار أمريكي لمعاونتها في إصلاح الاقتصاد، وإعادة هيكلة القطاع المالي
وقطاع الشركات، والتعافي من حالة الكساد. وفي خلال أربع سنوات، كانت كوريا
قد حققت قدراً من التعافي يسمح لها بسداد القروض مع القيام في نفس الوقت
بإعادة بناء الاحتياطيات.
ب - وفي أكتوبر 2000، وافق الصندوق على قرض إضافي لكنيا قيمته 52 مليون
دولار أمريكي لمساعدتها في مواجهة آثار الجفاف الشديد، وذلك كجزء من قرض
يقدم على ثلاث سنوات بمقدار 193 مليون دولار أمريكي بموجب تسهيل النمو
والحد من الفقر الذي يوفره الصندوق للبلدان الأعضاء، وهو برنامج إقراض
ميسر أنشئ لخدمة البلدان منخفضة الدخل.
3 - تقديم المساعدة الفنية والتدريب في مجالات خبرة الصندوق إلى حكومات البلدان الأعضاء وبنوكها المركزية.
ومن أمثلة ذلك ما يلي:ا - في أعقاب انهيار الاتحاد السوفييتي، تدخل الصندوق لمساعدة دول
البلطيق، وروسيا وغيرها من بلدان الاتحاد السوفييتي السابق في إنشاء نظم
خزانة لبنوكها المركزية كجزء من عملية التحول من نظم التخطيط المركزي إلى
نظم الاقتصاد القائم على السوق.