الفقير الى الله المديــــر العــــام
عدد المساهمات : 685 تاريخ التسجيل : 23/07/2009 العمر : 33 الموقع : www.abohanafi.yoo7.com
| موضوع: الرأسمالية.. الفردوس الزائف الإثنين سبتمبر 07, 2009 12:40 am | |
| الرأسمالية.. الفردوس الزائف
كل هذه التعديلات التي طرأت على الرأسمالية بداية من الكساد الاقتصادي عام 1924 م وحتى وقتنا هذا لم تفلح في تجميل الرأسمالية ..
إن المتابع المحايد لهذا النظام الذي يقوم بالأساس على مبدأ الملكية الخاصة ، وحرية السوق وفق نظرية العرض والطلب ، وعدم تدخل الدولة في النظام الاقتصادي إلا بما يوفر الحماية لهذا النظام .. يجد أن هذا النظام وهو في طريقه لتحقيق أكثر ربحية ممكنة قد ارتكب كل الجرائم.. فقدم رشاوى وعمولات، واشترى ذمما ، وسرح عمالا، واحتكر أسواقا ، واستعمر بلادا ، وشن حروبا ، وخرب البيئة في الأرض والجو والبحر ..وجعل كل شيء قابل للبيع والشراء حتى البشر أو بعضا من أعضائهم ..لقد نما الفساد واستوحش في ظل النظام الرأسمالي وعانت غالبية الشعوب من هذا الفردوس المزعوم . .
إن امتلاك تلك الفئة الرأسمالية والتي تقدر بـ 1% من الشعوب للمال وحده لم يكن كافيا من وجهة نظرهم للحفاظ على هذا النظام الذي يحقق لهم الثروات الطائلة على حساب الطبقة المتوسطة والفقيرة من الشعوب ، فكان لزاما عليهم أن يقتربوا أكثر وأكثر من دوائر ومراكز صنع القرار فدخلوا المجالس التشريعية مباشرة أو دفعوا بمن ينوب عنهم ويحقق أهدافهم .. بل أكثر من ذلك صاروا يتحكمون بمنصب رئيس الدولة من خلال تلك الأموال الطائلة والمخصصة للترويج لمرشح بعينه يحقق لهم مصالحهم ، فأصبحت كل التشريعات تصب في صالحهم وأصبح لهم رأيا في كل القرارات حتى في قرار الحرب والسلم .
لقد أدى النظام الرأسمالي إلى تفكيك الأسر بسعي كل أفرادها للعمل لهثا خلف " لقمة العيش " أو وراء سلع استهلاكية وكماليات صارت من الأساسيات في ظل النظام الرأسمالي بفضل آلة إعلامية إعلانية جبارة .
لقد بلغ من جبروت هذا النظام إتلاف كميات هائلة من المواد الغذائية سعيا للحفاظ على مستوى الأسعار المرتفع ، رغم أن ملايين البشر تموت جوعا على امتداد العالم .
إن النظام الرأسمالي المادي بطبعه لم يجلب للبشرية سوى مزيد من الجرائم والظلم الاجتماعي وحالات اليأس والانتحار .
لقد سقط ـ أو أسقط ـ النظام الاشتراكي وها هو النظام الرأسمالي يترنح ـ من داخله ـ رغم المحاولات المستميتة لإنعاشه ، وفي ظل هذا الوضع العالمي راح البعض يبشر بنظام اقتصادي عالمي جديد لم تتضح معالمه بعد ، ,وإن كان البعض يريده خليطا بين الاشتراكية والرأسمالية ، بمعنى أن تسمح القوانين للدولة بالتدخل في أي وقت ، كما يعطي لها الحق بمزيد من الرقابة من خلال آليات معينه ، إلا أن هذا التدخل سوف يكون سلاحا مسلطا على رقبة النظام الجديد .
والآن وقد جربنا الاشتراكية وسقطت ، وبات اسم الاشتراكية مرادفا لكل ما هو ممنوع حتى صار البعض يخشى التلفظ بها، كما سقط فردوس الرأسمالية وأوشك أن يلفظ أنفاسه الأخيرة رغم كل محاولات إنعاشه .نتساءل :
لماذا لا نجرب نظاما جديدا يتلاءم مع خصوصيتنا العربية الإسلامية ؟ ، لماذا لا نعطى لأنفسنا مثل هذه الفرصة ؟ أم أننا تعودنا على كل مستورد ؟!!
خالص تحياتي
| |
|