الفقير الى الله المديــــر العــــام
عدد المساهمات : 685 تاريخ التسجيل : 23/07/2009 العمر : 33 الموقع : www.abohanafi.yoo7.com
| موضوع: الدور المريب لليهود فى الاقتصاد المصرى الإثنين سبتمبر 07, 2009 12:57 am | |
| عن ا/محمد مصطفى محمد حصل الباحث محمد مصطفى على درجة الماجستير فى التاريخ عن رسالته حول الدور الاقتصادى التخريبى لليهود فى مصر فى النصف الأول من القرن العشرين
وهو فى هذا المقال يوضح بعض الأسباب التى جعلته يتجه إلى هذه الدراسة
يرجع السبب الحقيقى لمحاولتى البحث عن ماهية الاقتصاد اليهودى فى مصر فى النصف الأول من القرن العشرين إلى اهتمامى الخاص بالأديان المقارنة وبالتالي ، فمن خلال قراءاتي عن اليهود وعن تاريخهم ومعتقداتهم ، عرفت أن اهتمامهم الأول منصب على المال والسيطرة عليه عالمياً ، وعلى العكس اهتمامهم بأمور الدين.
ويوجد ثمة كـتابين هامين هما اللذان دفعانى إلى الاهتمام بدراسة هذا الموضوع ، أولهما ينكر اليهود صحته ويقول البعض منهم أن البوليس الروسى هو الذى وضعه ليكيد لليهود ، ولكن بقراءة كتاب ( بروتوكولات حكماء صهيون ) ، وبغض النظر عن صحة أو عدم صحة انـتساب هذا الكتاب إلى اليهود ، فإن ما جاء به يتحقق بالفعل ، ويدفع إلى التصديق بأن أقصى ما يسعى إليه اليهود هو تكوين مملكة داود عن طريق السيطرة على اقتصاد وإعلام العالم ، خاصة وأن شواهد كـثيرة توحى بأن شأن اليهود آخذ فى الارتفاع . وأما الكتاب الثانى فهو ( المسألة اليهودية ) لكارل ماركس ، ويؤكد هذا الكتاب على أن المال تفوق أهميته أهمية الدين .
ومن قبل ذلك هناك دافع لا شعورى للبحث وراء اليهود . فعندما شببت على الدنيا وفى أولى مراحلى للوعى بما يجرى حولى وأنا طفل لم يدخل المدرسة بعد ، فى منتصف الستينات، كان كل شىء حولى يشير إلى أن اليهود هم الأعداء الحقيقيون وأصبحت كلمة (يهودى) مرادفة لكلمة (عدو) ليس لى وحدى ، ولكن لكل جيلى. وكنا نلعب فى ساحة واسعة أمام المنزل فى منطقة ''أبو سرحة'' بالإسكندرية لعبة ''الفدائى'' كـنا نأتى بالأطباق الزنك المستعملة ونثـقبها من جانبين ونربطهما (بأستيك) لتصبح خوذة ونرتديها ثم نحضر خشبة لنصنع منها مدفعاً أو مسدساً، ونـتخيل أننا نحن الذين نحارب هؤلاء اليهود. وعندما شاهدت عربات النقل تحمل جموعا غفيرة من أفراد الشعب تنادى بحب وإخلاص: "عبد الناصر يا بلاش.. واحد غيره ما ينـفعناش.. عبد الناصر يا حبيب.. بكرة حتدخل تل أبيب"، وكنت أنا وقـتها قد دخلت المدرسة الابتدائية، كنت أصيح معهم دون أن أدرى ماذا يجرى حولى، وعندما عرفت أن الذى يفعله الناس هو مطالبة الزعيم بالتراجع عن الـتنحى بسبب النكسة، وأن النكسة هذه تعنى أننا قد هُزِمنا من إسرائيل ـ البلد الذى يأوى اليهود ـ ازداد حنقى على هؤلاء اليهود. وقد (زاد الطين بلّة) أننى منذ أن كنت طفلاً يحبو أصبت (بسخونية شديدة) أثرت على عينى وأحدثت بها حَوَلاً، وبعدما دخلت المدرسة كان الصبية يعيروننى بموشى ديان، الأمر الذى أقنعنى بأن هذ الموشى ديان شخص سىء للغاية ومكروه للمصريين، وذات يوم ، وعندما دخلت على أمى وأنا أبكى (بحرقة) وأستـفسر منها عن موشى ديان هذا الذى سبب لى أكبر معاناة فى تلك الفترة الحساسة من حياتى وعرفت أنه قائد الجيش اليهودى الذى هزمنا ازداد حنقى وكراهيتى لليهود لأننى كنت أتمنى ألا يكون هناك اختراع اسمه المدرسة حتى لا أضطر للذهاب إلى المدرسة وأتعرض لهذه الإهانات الجارحة. ونحن فى المدرسة أيضا وأثـناء الدرس سمعنا أن مدرسة ابتدائية تسمى (بحر البقر) قام اليهود بضربها وقتل التلاميذ بها، ولك أن تـتخيل شعور وأحاسيس طفل عندما يعلم بأن أطفال مثله قد قتلهم هؤلاء المجرمون بدون رحمة ، تساءلت بينى وبين نفسى ، هل هؤلاء اليهود شرفاء ؟ وكانت الإجابة بالطبع لا ... لأن الشرفاء لا يقتلون أطفالاً أبرياء عُزّل تحت أى مسمى من المسميات التى تقـتضيها ظروف الحرب . وإنى أتذكر أيضاً أنه كثيرا ما كنا نرى بعض الناس تجرى وراء شخص ما ، صائحين بكلمة جاسوس عندما يقابل أحد العـامة أحد اليهود ، فقد أصبحت هذه الكلمة مرادف يهودى ، فى الفترة ما بين 1967 و 1973 . إننى أجاهد الآن لأكبت رغبة البكاء داخلى، وأنا أتذكر تلك الأيام المخـتزنة فى ركن أسود من ذاكرتى .
ولكن تبقى نقطة مضيئـــة ، فإنى لازلت أتذكر أن والدى اصطحبنى ذات يوم ، عندما كبرت قليلاً، إلى شاؤول شالوم روسو صديقه اليهودى الذى كان يعمل فى محل تابع لشركة تديرها أخته لإنتاج الملابس الداخلية . وقد قابلته بنفسى يومها واسترحت إليه، كما كان جدى لوالدى يعمل ناظر زراعة فى عزبة بكفر الشيخ يمتلكها أحد أفراد عائلة ''بانون'' ، ولا يعلم أبى أو جدى رحمه الله سوى أن اسمه الخواجة بانون ، ومن الطرائف التى سمعتها من والدى عن فترة عمل جدى فى هذه العزبة، أن جدى قام بتحصيل الإيراد وانـتظر حتى يحضر الخواجة ولكنه تأخر هذه المرة بسبب اضطرابات فى الطريق من جراء حركات المقاومة الوطنية، حيث كان القرويون الوطنيين يهاجمون السكك الحديدية والطرق لإفشال تـنـقلات الأجانب ، فاضطر إلى السفر إليه فى حارة اليهود بالإسكندرية عن طريق مركب شراعى بقناة المحمودية . ولكى يأمن شر السرقة فقد أخذ بعضاً من الخبز الموجود بالمنزل ووضعه فى جوال ، وفى وسط أحد هذه الأرغفة وضع المبلغ المحصل . وفى المركب كان على راحته التامة فمن ذا الذى يظن أن هذا الرجل يحمل معه نقودا فى هذا الجوال القديم المملوء بالخبز ، وعندما ذهب إلى الخواجة وقص عليه ما حدث ، دُهش وأُعجب به لسببـين: أولهما أمانته وحرصه على إحضار الأموال لصاحبها خاصة وأن هذه المرة الأولى التى لا يذهب فيها الخواجة إلى العزبة. وثانيهما ، الأسلوب الذى اتبعه فى إخفاء الأموال حتى تصل إلى صاحبها كاملة. وليكافئه عرض عليه أن يعطيه خمسة أفدنة من أرض له فى "أبو حمص" ولكن جدى رفض أن يأخذ مقابلاً لأمانته .
وعندما كنت أجلس مع نفسى وأقارن بين ما يفعله اليهود بنا وبين ما كـنا نحن نفعله معهم ، تـنتابنى الدهشة والرغبة فى الوصول إلى معرفة ماهية هؤلاء اليهود وما درجة صلتهم بدينهم ، ولأنى كما ذكرت من قبل مهتم بالأديان المقارنة لم تغب عن ذهنى الرغبة فى البحث عن النفسية اليهودية وعندما أدركت ـ من خلال قراءاتى السابقة ـ أن أهمية المال عند اليهود تفوق أهمية الدين ، صممت على البحث عن اليهود من خلال اقتصادهم .
كان ذلك هو الأساس فى الكتابة عن ماهية الاقتصاد اليهودى فى تلك الفترة والتى هى بمثابة العصر الذهبى لهم فى مصر. و قد استغرق منى العمل فى هذا الكتاب سبعة أعوام ما بين المكتبات المختلفة فى مصر ، ودار الوثائق ودار الكتب المصرية . وتقابلت مع العديد من الشخصيات المصرية واليهودية المهتمة بمثل هذه الأمور .
ومن الجدير بالذكر أننى عانيت أشد المعاناه من ندرة الوثائق والمصادر والمراجع التى تتعلق بهذا الموضوع ، لأن معظم الأعمال المكتوبة عن اليهود تـتعلق بالتاريخ القديم وبالفكر الدينى عندهم ، ولا يوجد إلا بعض الأعمال المتعلقة باليهود فى تاريخ مصر الحديث والتى يمكن عدها على أصابع اليد . وبكل الفخر فإنى أسجل أن عملى هذا هو أول عمل مستقل ومتخصص عن النشاط الاقتصادى لليهود فى مصر فى العصر الحديث . فكل ما يمكن العثور عليه من قبل ، بعض الأسطر أو بعض الصفحات فى أعمال قليلة .
__________________ | |
|